الخميس، 15 مايو 2014

نسخ البرامج واستخدام (الكراك) هل يجوز؟

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فلا يجوز للمسلم أن يسلك مثل هذه السبل الملتوية التي فيها اعتداء على حقوق الناس، حيث لا يخفى على كل ذي بصيرة أن هذه البرامج قد بذلت في إعدادها أموال، وفرغت لها جهود وأوقات، فلو أبيح لكل امرئ أن ينسخ منها ويبيع؛ لأفضى ذلك إلى ضياع الحقوق وشيوع الفوضى في دنيا الناس، وقد قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من غش فليس منا"، وعليه فلا يجوز لمسلم ممارسة هذا العمل، ولا شراء البرامج ممن يعمد إلى مثل هذا الغش؛ لعموم قوله تعالى: {ولا تعاونوا على الإثم والعدوان}.

ثم إن الحاجة إليها لا يبرر سرقتها؛ وإلا لأبيح لكل محتاج أن يسرق ما تدعو إليه حاجته؛ خاصة إذا علمنا أن هذه الحاجة ليست منزلة منزلة الضرورة التي يترتب عليها خطر على حياة المرء، والله تعالى أعلم.




حرمة نسخ برامج الحاسوب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإن الشركات التي تقوم بعمل البرامج العلمية تقدم خدمة عظيمة للمسلمين بما تنتجه من برامج وموسوعات، وتسهل عليهم طلب العلم، والبحث، وحفظ القرآن، وتعلم التلاوة.. إلى غير ذلك من البرامج النافعة، التي ما كانت لتظهر بهذه الكيفية إلا ببذل الجهد الكبير، وتحمُّل النفقات الباهظة، والاستعانة بالباحثين والمبرمجين المختصين.


ولهذا؛ كان من كمال الشريعة أن تحفظ لهذه الشركات حقوقها - إذا نصَّ صاحب هذه البرامج على منع النسخ - وألاَّ تُمكن أحداً من الاعتداء عليها، وهذا ليس خاصاً ببرامج الحاسوب فحسب، بل هو عام في جميع المؤلَّفات والمخترعات، وكل ما بَذل فيه الإنسان جهداً ومالاً.

وقيام بعض الناس بالسطو على تلك البرامج ونسخها فضلاً عن الاتجار فيها، ظلم واعتداء على من اجتهد وبَذل وقَدَّم تلك البرامج، وقد يؤدي إلى إفلاس تلك الشركات، وحرمان المسلمين من الخير الذي تقدمه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضرار" [رواه أحمد وابن ماجه، من حديث ابن عباس].


وقد سُئِلت اللجنة الدائمة للإفتاء - بالمملكة العربية السعودية - عن تلك المسألة فأجابت:
"إنه لا يجوز نسخ البرامج التي يمنع أصحابها نسخها إلا بإذنهم، سواء أكان صاحب هذه البرامج مسلماً أم كافراً غير حربي؛ لأن حق الكافر غير الحربي محترم كحق المسلم لقوله صلى الله عليه وسلم: "المسلمون على شروطهم" [رواه الحاكم وصححه السيوطي]، ولقوله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب من نفسه" [أخرجه الدارقطني]، وقوله صلى الله عليه وسلم: "من سبق إلى مباح فهو أحق به" [رواه أبو داود وصححه الضياء المقدسي]، وإذا نص صاحب هذه البرامج على منع النسخ العام فقط، فيجوز نسخها للنفع الخاص، أما إذا منع من النسخ العام والخاص فلا يجوز نسخها مطلقاً".


وأصدر مجمع الفقه الإسلامي سنة 1405هـ قراراً بشأن الحقوق المعنوية، قرر فيه: "إن حقوق التأليف والاختراع مصونة شرعاً، ولأصحابها حق التصرف فيها، ولا يجوز الاعتداء عليها".
ومن أهل العلم من أجاز نسخ برامج الكمبيوتر لغرض الإهداء لا للاتجار بها، والأحوط ترك ذلك.


ولكن إذا احتاج المرء إلى نسخها لعدم وجود النسخة الأصلية أو عجزه عن شرائها جاز له نسخها للنفع الشخصي فقط في قول بعض أهل العلم، بشرط ألا يتخذ ذلك وسيلة للكسب أو التجارة، ولا بد من الاقتصار هنا على قدر الحاجة؛ لأن الزيادة عليها بغي وعدوان وهو موجب للإثم.


ومما سبق يتبين أنه لا يجوز للسائل أن يعمل في نسخ الاسطوانات التي يشترط أصحابها عدم النسخ حتى وإن كان من يشتريها هم طلاب العلم الفقراء، والله أعلم.
  • المفتي : الشيخ خالد عبدالمنعم الرفاعي
  • المصدر: موقع الألوكة
  • تاريخ النشر: 5 شوال 1432 (3‏/9‏/2011)

دخول الحمام (أجلكم الله) بأجهزة تحتوى على القرآن الكريم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
لا بأس في دخول دروات المياه بمثل هذا الجوال، وكذلك أشرطة الكاسيت والسديهات التي تحتوي على القرآن الكريم؛ لأن القرآن الموجود في هذه الأجهزة غير ظاهر، بل موجود داخل الجهاز في شيء مخفي في أجزاء هذه الآلات، فلا يأخذ أحكام القرآن الظاهر أمام الناس، والذي نص العلماء على حرمة الدخول به إلى دورات المياه، ولهذا لو أن الإنسان أمسك بهذه الأشياء، أو بهذه الأجهزة وهو على غير طهارة فلا بأس بذلك إن شاء الله تعالى.
تاريخ الفتوى: 8/7/1429 هـ. 

حكم هذه الرسالة ؟

السؤال:
ماهو حكم هذه الرساله ؟
"قل سبحان الله وبحمده 100 مرة، وابعثها لـ 10 غيرك هي أمانة في ذمتك". ؟


الإجابة:
الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه،
الذي يظهر لي أن مثل هذا لا ينبغي، لأن له شبهاً بمن جاء ذكرهم في عهد الصحابة إذ كانوا يتحلقون، ويقول أحدهم: سبحوا مائة، هللوا مائة، كبروا مائة، فأنكر عليهم ابن مسعود رضي الله عنه وفرق جمعهم، وعدَّ ذلك بدعة منهم، انظر ما رواه الدارمي (210). فلا موجب لأن تقول: سبّح مائة، وإذا كان هناك رغبة في استغلال هذه الوسائل فيما يقرب إلى الله، فيمكن أن تتضمن الرسائل وصايا مثل: يا أخي أوصيك بتقوى الله، يا أخي لا تغفل عن ذكر الله، ولا تقيد ذلك بقول، ولا بفعل، كما لا يليق أن تقول: قم يا أخي صلَّ ركعتين، وقل للآخرين صلوا ركعتين، ولكن تقول: يا أخي اجتهد في أداء ما فرض الله عليك، وتزود من النوافل، ونحو ذلك من الوصايا العامة، وأصل البدع قائمة على الاستحسان، وليس كل ما يستحسنه الإنسان بعقله يكون حسناً، وإن كان جنسه حسناً، وبعض الأمور إن لم تكن بدعاً كانت وسيلة إلى بدعة، أو مقربة إلى البدعة البينة، فالواجب الحذر، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله.
تاريخ الفتوى: 5-8-1426 هـ.  

رسائل عبر الإيميل هل أرسلها؟

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فهذه الرسائل تحتوي أحياناً على مادة مفيدة ومعلومة صحيحة، وفي الغالب الأعم تتضمن أحاديث مكذوبة وقصصاً مختلقة لا أصل لها، وعليه فما ينبغي لمتلقيها أن يعمد إلى إرسالها وتعميمها إلا بعد أن يستشير أهل العلم فيما تضمنته؛ لئلا يكون بعمله هذا مسهماً في ترويج خرافة أو نشر ضلالة، ولا يجوز لمن أرسلها أن يرتب على إرسالها وعداً بالأجر أو الثواب أو يهدد من أهملها بمصيبة أو عقاب؛ لأن ذلك إخبار بغيب لا يعول فيه إلا على خبر معصوم، والذي أقوله لك: إنه لا حرج عليك في إهمالها حتى ولو كانت متضمنة معلومات صحيحة، وليس عليك شيء سوى أن يفوتك أجر الدلالة على الخير ليس إلا، والله تعالى أعلم.

حكم جعل الآذان كنغمة للجوال

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

ألفاظ الآذان من ألفاظ الذكر يجب تعظيمها وليس من تعظيمها اتخاذها وسيلة للتنبيه على الاتصال فإن ظهور الصوت من الجهاز لا يعتبر ذكراً لله من صاحب الجوال ولا مقصود له ولا يكون بذلك ذاكراً لله.

ولا يستمع المتصل عليه إلى جمل الآذان المسجلة بل سيسارع إلى فتح الخط، وبديهياً أنه لا يشرع له أن ما يجيب المؤذن.

إن تسجيل القرآن أو جمل الآذان ليكون به التنبيه نوع امتهان لذكر الله وكلام الله، لكن لو استعيض عن ذلك بصيغة السلام لكان له وجه والله أعلم.
تاريخ الفتوى: 5-3-1426 هـ. 

قراءة القرآن من جهاز الجوال بدون طهارة

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:
فمعلوم أن تلاوة القرآن عن ظهر قلب لا تشترط للطهارة من الحدث الأصغر بل من الأكبر ولكن الطهارة لقراءة القرآن ولو عن ظهر قلب أفضل لأنه كلام الله ومن كمال تعظيمه ألا يقرأ إلا على طهارة.

وأما قراءته من المصحف فتشترط الطهارة لمس المصحف مطلقاً لما جاء في الحديث المشهور: "لا يمس القرآن إلا طاهر" ولما جاء من الآثار عن الصحابة والتابعين وإلى هذا ذهب جمهور أهل العلم وهو أنه يحرم على المحدث مس المصحف سواء كان للتلاوة أو غيرها وعلى هذا يظهر أن الجوال ونحوه من الأجهزة التي يسجل فيها القرآن ليس لها حكم المصحف، لأن حروف القرآن وجودها في هذه الأجهزة تختلف عن وجودها في المصحف فلا توجد بصفتها المقروءة بل توجد على صفة ذبذبات تتكون منها الحروف بصورتها عند طلبها فتظهر الشاشة وتزول بالانتقال إلى غيرها وعليه فيجوز مس الجوال أو الشريط الذي سجل فيه القرآن وتجوز القراءة منه ولو من غير طهارة والله أعلم.
تاريخ الفتوى: 3-3-1426 هـ.